أخبار الرياضة العالمية

بعد زوبعة السوبرليغ، الإنتر يتعادل، الميلان تائه و اليوفي أكبر مستفيد

نهاية سباق المراكز الأوروبّيّة ستحبس الأنفاس

في زوبعة السوبرليغ التي بدت مشروعا جدّيّا جاهزا للتنفيذ، لم أرغب صراحة في التعليق على نتائج الجولة الحادية و الثلاثين للدوري الإيطاليّ لأنّ مشروع فلورنتينو بيريز و أندريا أنييلي الذي ساندته مجموعة من أكبر أندية القارّة العجوز جعلنا نعيش ليومين كابوس فقدان البطولات المحلّيّة في أوروبا لمعناها، جعلني هذا المشروع أشعر بانفصال وجدانيّ مؤلم لم أرده عن عالم كرة القدم الأوروبّيّة. كيف لا و قد صرّح رئيس ريال مدريد أنّ الدّوري الأوروبّيّ الممتاز سينطلق في شهر أوت و أكّد للعالم بأسره أنّ جميع الأندية المؤسّسة لهذه البطولة وقّعت إلتزاما بالمشاركة فيه و بالتّالي لا مكان للتّراجع. بعد نهاية الكابوس و لو مؤقّتا، يمكننا الآن العودة بكلّ اريحيّة للتعليق على ما يجري في جنّة كرة القدم.

الإنتر يمارس حقه في التّعثّر

حملت الدفعة الرئيسيّة للجولة الثانية و الثلاثين للبطولة الإيطاليّة التي دارت مساء الإربعاء بعض التغييرات الطفيفة التي لا يبدو أنها ستغيّر وجهة اللقب.

الإنتر المتصدّر تعادل مع سبيتزيا بنتيجة 1-1 بعد تعادله ليلة الأحد الفارط مع نابولي خارج أرضه بنفس النتيجة، لكنّه لم يتضرّر من تعثّره لأنّ ملاحقه المباشر ميلان فشل في الفوز.

اللافت للإنتباه هو أن الإنتر عدّل النّتيجة في الجولتين الأخيرتين لكنه عجز عن العودة بنقاط الإنتصار إلى ميلانو. تقدّم لسبيتزيا فارياس في الدقيقة 12 و عدّل بيريزيتش للإنتر في الدقيقة 39 بعد تمريرة ممتازة من الجناح المغربيّ الطّائر أشرف حكيمي.

على غير العادة، لم يسجّل لوكاكو و لم يقدّم تمريرة حاسمة رغم تعدّد محاولاته الخطيرة على مرمى المنافس. أضاع المهاجم البلجيكي فرصة واضحة في الدقيقة 68 بطريقة غير معهودة بعد مراوغته حارس سبيتزيا الذي صدّ الكرة على طريقة حرّاس كرة اليد في آخر لحظة. الإنتر لم يكن محظوظا في هذه المباراة حيث أضاع فرصا كثيرة.

لامست تصويبتان للاوتارو القائم في الدقيقتين 24 و 80 و سجّل الارجنتينيّ هدفا أبيضا في الدقيقة 88 ألغي لوجوده في موقع تسلّل. لوكاكو سجّل بدوره هدفا أبيضا في الدقيقة 85 الغاه الحكم المساعد لنفس السّبب. حارس مرمى سبيزيا بروفادال تألّق في صدّ محاولات الإنتر التي تواصلت للّحظات الأخيرة من المقابلة.

الميلان يواصل الإنتحار

أبى ميلان إلاّ أن يعود لإهدار النقاط على أرضيّة السّان سيرو. إنهزم الروسونيري أمام ساسولو بعد أن كانوا متقدّمين 1-0 إلى حدود الدقيقة 76. سجّل هدف ميلان صانع الألعاب التركي هاكان تشالهان أوغلو في الدّقيقة 30 بتصويبة رائعة في الزاوية البعيدة للمرمى مستغلاّ تمريرة دقيقة من البلجيكي ساليماكيرز.

بعد تسجيله الهدف الأوّل، لم يخلق الميلان فرصا كثيرة و لم يعمل بالجدّيّة الكافية على تسجيل الهدف الثاني الذي كان في أمسّ الحاجة إليه لضمان الإنتصار. باستثناء تصويبتين من ساليماكيرز في الدقيقة 56 و هاكان تشالهان أوغلو في الدقيقة 61 صدّهما حارس ساسولو، لم يخلق فريق ستيفانو بيولي فرصا جدّيّة للتّسجيل بل فسح المجال أمام ساسولو لتهديد مرمى دوناروما و توّج الزّائرون لعبهم الهجوميّ السّريع و المنظّم بهدفي جاكومو راسبادوري في الدقيقتين 76 و 83.

إقحام بيولي كرونيتش مكان هاكان تشالهان أوغلو في الدقيقة 73 تسبّب في اختلال توازن وسط الميلان لعجز البوسنيّ عن صناعة اللعب،

ماندزوكيتش الذي اقحمه بيولي مكان ريبيتش أيضا في الدقيقة 73 لم يتلقّ أيّة كرة حاسمة و لم يقدر على التّركيز على اللّعب داخل الصّندوق.

ميلان وضع نفسه في مأزق و خسارته مركزه المؤهّل لدوري الأبطال ليست مستبعدة في ظلّ عدم انتظام مردوده و المواجهات الصعبة التي تنتظره مع منافسيه المباشرين على المقاعد المؤهّلة لدوري الأبطال.

اليوفي يستعيد توازنه بسرعة

حقّق فريق السّيدة العجوز إنتصارا مهمّا و مقنعا على بارما. فوز البيانكونيري لم يكن سهلا لأنّ بارما كان المبادر بالتسجيل.

دخل اليوفي المباراة بقوّة و برز العائد رونالدو في الصّورة كالعادة بتصويبة قويّة من على خطّ منطقة الجزاء حوّلها حارس بارما لركنيّة في الدقيقة 8.

بعد هذه المحاولة الأولى، تسرّب ديبالا على الجهة اليسرى و مرّر كرة دقيقة لرونالدو الذي لم تكن تصويبته بالقوّة الكافية لمغالطة الحارس

. في الدقيقة 25، سجّل بروغمان مخالفة مباشرة رائعة في مرمى بوفون الذي اكتفى بمشاهدة الكرة تلج شباكه. في الدقيقة 28، تقدّم ديبالا بسرعة و صوّب كرة لم تكن بعيدة عن مرمى المنافس. في الدقيقة 43، عدّل أليكس ساندرو النّتيجة لليوفي بتصويبة قويّة مستغلاّ رأسيّة عائدة من دي ليخت بعد ركنيّة كوادرادو. في الدقيقة 3 من الشوط الثاني، يعود أليكس ساندرو للتسجيل بعد توزيعة دقيقة من الجناح المتألّق كوادرادو. في الدقيقة 68، سجّل دي ليخت الهدف الثالث ليوفنتوس بعد ركنية دقيقة من الجناح الكولومبيّ الرّائع. في الدقيقة 80، صوّب ديبالا بقوّة لكنّ الحارس كان في الموعد لإنقاذ فريقه من هدف محقّق.

رغم تقديم نجمي البيانكونيري الأوّلين رونالدو و ديبالا مردودا محترما، كان كوادرادو صاحب التمريرات الذّكيّة الدقيقة و أليكس ساندرو نجمي المباراة دون منازع.

إستعاد اليوفي نغمة الإنتصار بعد هزيمته الأخيرة في بيرغامو أمام أتالانتا الذي افتكّ منه المركز الثالث يوم الأحد الفارط. قلّص اليوفي الفارق بينه و بين الميلان الثاني لنقطة وحيدة بعد هزيمة الأخير غير المنتظرة على أرضيّة ملعبه مساء الإربعاء. سيلتقي أتالانتا مساء اليوم روما في الأوليمبيكو و عينه على المركز الثاني الذي سيعمل على افتكاكه من الميلان المتعثّر. يلعب لاتسيو مساء اليوم أيضا مباراة من فئة السّتّ نقاط أمام نابولي في ملعب دييغو مارادونا.

فوز لاتسيو في مباراة اليوم و مباراته المتأخرة سيمكّنه من تسليط ضغط مضاعف على ميلان و اليوفي و أتالانتا الذين يخشون خسارة مواقعهم بين الفرق الأربعة المتصدّرة للبطولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى